اُختُتِم يوم الأحد، الموافق 21 من أيلول (2025)، المخيّم الأكاديميّ لطلبة البكالوريوس الذي نظّمه مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة بالتعاون مع المركز الفلسطينيّ للدراسات الإسرائيليّة "مدار" في رام الله. شارك في المخيّم ثلاثة عشر طالبًا من جامعات مختلفة في البلاد، على مدار ثلاثة أيّام مكثّفة وغنيّة بالحِوارات والجولات والمحاضرات.
انطلق اليوم الأوّل بزيارة لمؤسَّسة الدراسات الفلسطينيّة في رام الله، حيث استقبل الطلبةَ مديرُ مكتب رام الله د. مجدي المالكي وزملاء آخرون من المؤسَّسة، وقد شكّلت هذه الزيارة فرصة للاطّلاع على كثافة وغنى المصادر البحثيّة التي تحتفظ بها المؤسَّسة. بعدها قدّمت د. عرين هوّاري، المديرة العامّة لمركز مدى الكرمل، وَد. هُنَيْدة غانم، مديرة مركز "مدار"، حِواريّةً حول تجربة الطلبة الفلسطينيّين في الجامعات الإسرائيليّة، وأدارتها عدن كنانة، طالبة الماجستير في الصِّحافة والإعلام في الجامعة العبريّة. اُختُتِم اليوم الأوّل بمحاضَرة قدّمتها د. همّت زعبي، الباحثة المشارِكة في مدى الكرمل، عن أسس البحث العلميّ في العلوم الاجتماعيّة، وأدار الجلسة علي موسى، سكرتير التحرير والإنتاج في مدى الكرمل.
انطلق اليوم الثاني بجولة في جامعة بير زيت. استقبل الطلبةَ د. علاء العزّة، نائب رئيس الجامعة، وَد. باسل فرّاج، مدير معهد أبو لُغُد للدراسات الدوليّة، وزملاء آخرون من أقسام الجامعة. وقد أتاحت زيارة الجامعة للطلبة فرصة للتعرُّف عن قرب على واحدة من أبرز الجامعات الفلسطينيّة، والوقوف على دَوْرها التاريخيّ والمعاصر في إنتاج المعرفة النقديّة وربط البحث الأكاديميّ بالواقع الاجتماعيّ والسياسيّ. تَلَتْ ذلك ورشةُ كتابة نقديّة مع د. همّت زعبي، ثمّ محاضَرةٌ حول أساسيّات الإثنوﭼـرافيا قدّمها د. شهاب إدريس، الأنثروﭘـولوجيّ الحاصل على الدكتوراه من جامعة حيفا، ومحاضَرةٌ للباحث في تاريخ الشرق الأوسط الحديث في مدرسة جاك جوزيف مندل للدراسات المتقدّمة، أحمد محمود، حول البحث في الأرشيف. وقد أدارت هذه الجلسةَ د. عرين هوّاري. اُختُتِم النهار بمشاركة د. خالد عنبتاوي، الباحث في مدى الكرمل، عبر الزوم بمحاضَرة عن دراسة فلسطين، وبمحاضرة قدّمها د. وليد حبّاس، الباحث في مركز "مدار" عن دراسة إسرائيل. وأدار الجلسةَ عبد القادر بدوي، الباحث في مركز "مدار".
اُفتُتِح اليوم الثالث بمحاضرة قدّمتها د. هُنَيْدة غانم عن الشغف والهمّ البحثيّ في العلوم الاجتماعيّة، تلتها حِواريّة حملت العنوان "بين الأكاديميّ والسياسيّ" بمشاركة عبد القادر بدوي، وَد. عائشة مسلماني، المرشّحة لنيل الدكتوراه في قسم علم الإدراك والاستعراف في الجامعة العبريّة، وعبد الحميد أبو غوش، طالب الماجستير في الخدمة الاجتماعيّة في الجامعة ذاتها. واختَتَمَ الطلبة برنامجهم بجولة في المتحف الفلسطينيّ في بير زيت، حيث تعرّفوا على أقسامِهِ بوصفِها مصدرًا متنوّعًا للمعرفة البصَريّة والأرشيفيّة، واطّلعوا على معرض "هذا ليس معرضًا"، الذي جُمِعت لوحاته من بيوت الناس في الضفّة لتكون شاهدًا على روح غزّة وفنّانيها الذين جعلوا من الفنّ فعلًا وجوديًّا في مواجهة محاولات سلب الإنسان إنسانيّته.
شكّل المخيّم الأكاديميّ هذا العام، والذي قامت بتنسيقه جوانا جبارة، طالبة الدكتوراه في النوع الاجتماعيّ ومنسّقة برنامج دعم طلبة الدراسات العليا في مدى الكرمل، تجربةً غنيّة ومختلفة للطلبة المشاركين، إذ جمع بين الجانب المعرفيّ والحِواريّ والزيارات الميدانيّة، ووفّر لهم بيئة محفّزة على التفكير النقديّ والانفتاح على آفاق جديدة في البحث الاجتماعيّ. لم يكن المخيَّم مجرّد سلسلة محاضرات، بل كان مِساحةً للتعلُّم المشترَك وتبادل الخبرات بين الطلبة والباحثين، وفرصةً لطرح أسئلة صعبة والانخراط في نقاشات معمَّقة حول قضايا أكاديميّة وسياسيّة راهنة. وقد أسهمت اللقاءات مع المحاضرين والمحاضِرات في توسيع دائرة المعرفة، مانحين الطلبة أدوات وأسئلة ترافقهم في مسيرتهم الأكاديميّة المقبلة.
لقراءة الاستكتاب اضغط هنا